هاي قايز البارت الاول من الرواية
لا تدع الفراغ يقتلك
طوال الوقت يمكنك أن تدّعي أنك قويًّا، لكن دعني أراك عند أول منعطف.
ذلك النموذج للمرأة القوية الذي أحاول ترويجه عن نفسي انهار بوفاة زوجي.. دعني أؤكد أنه لم يكن بيننا حب أو شيء كهذا.. لكنه الفقد: الوحدة، الضياع، أنك اليوم صرت رجلاً كبيرًا وعليك الاعتماد على نفسك: اقضِ أوقاتك مع نفسك، احمل أحزانك بنفسك، ادفع لنفسك إيجار المسكن، احصل لنفسك على الطعام، الكساء، العلاج، وحين تنام ليلاً اسحب الغطاء على نفسك جيدًا لأنه لن يوجد من يطمئن عليك.
تلك الفترة من حياتي كانت مرحلة انتقالية من عمل إلى عمل... لكني لم أكن متأكدة بعد أني سأحصل على عمل جديد. فقط، أطرق كل الأبواب، أتابع إعلانات التوظيف، أرسل سيرتي الذاتية، أحضر مقابلات العمل. ثم لا شيء: مفيش وظايف خالية - وظايف خالية مفيش - خالية وظايف مفيش.
ذاك اليوم، كنت أتصفح بريدي الإلكتروني كما العادة، لم يكن شيئًا مشجعًا على فتح تلك الرسالة، بالأحرى: كان كل شيء منفرًا: كانت تبدو كرسالة مزعجة بالإضافة إلى أنك تستطيع أن تخمن من النظرة الأولى أن بها فيرس. فقط عنوانها اجتذبني ولامس شيئًا داخلي. كان يقول:
"لا تدع الفراغ يقتلك، هناك أشياء أهم تموت من أجلها."
في الأيام التي كان زوجي (كامل) فيها حيًا، كان يعني بالكمبيوتر عناية خاصة، إنه بارع في التكنولوجيا والاتصالات.. منذ رحل، صار الكمبيوتر مرتعًا للفيروسات. لهذا، لن أخسر كثيرًا لو زاد عددها واحدًا، لكن ربما أكسب طريقة لتمضية الوقت.
فتحت الرسالة: كانت تحوي ملفًا مرفقًا بعنوان: "Diner Dash" هذا اسم لعبة شهيرة لو لم تخني الذاكرة. مع عبارة: "إصدار خاص". بدأت في تحميل اللعبة. ولم يفتني أن ألاحظ أن الرسالة مرسلة للعديد من الأشخاص على طريقة الرسائل الـ foreword، وقد شجعني هذا: فمن المطمئن أن تعرف أنك لست الأحمق الوحيد.
اللعبة كاملة مرفق بها الكراك. وفيها تصير نادلة في مريولة زرقاء جميلة ـ هذا لا يعجبك بالطبع ـ وتتولى تقديم الطلبات للزبائن. مطلوب منك أن تقدم أفضل خدمة في أسرع وقت. ويتم احتساب نقاطك وفقًا لمدى رضاء العميل، فكرة بسيطة، صح... لكنها رائعة لتزجية العمر..
ظريف ويناسب ذوقي: لا عنف، لا قتال، لا دماء.. فقط طلبات في كل الاتجاهات. سهلة في البداية من أجل ترغيب اللاعب وضمان تعلقه بها، وحينها سيفعل أي شيء حتى يصل إلى مرحلة جديدة.
أخذتني اللعبة تمامًا، ألعب ليل نهار، تبرد القهوة أمامي، ويمر النهار دون أن أشعر بالجوع، هذا ساعدني في الحمية بالتأكيد، ولكنه لم يساعدني في التقدم في اللعبة للأسف.. كنت أعيد المرحلة الواحدة مئات المرات.. أصبحت درجة الصعوبة لا تحتمل، حتى مع حرفيتي التي اكتسبتها من التكرار.. صرت أعرف أن الزبائن الأكبر سنًا من طراز دودة الكتب أكثر صبرًا، والزبائن العمليون من طراز سيدة الأعمال أكثر بقشيشًا، والعائلة التي تحوي أطفالاً أكثر إزعاجًا.. وفي النهاية: أعيد المرحلة.
كانوا يوضحون لي مدى رضاء العميل من خلال قلوب حمراء تظهر فوق رأسه وتنقص إذا غضب حتى تنتهي فيتصاعد الدخان الأبيض من أذنيه ثم يتلاشى بطريقة مضحكة، فقط ما يحزن أن هذا يعني الانتقاص من مجموع نقاطي.
أبتسم من التفاتات صغيرة أتقنها صنّاع اللعبة، مثلاً تعبيرات النادلة حين تنجح أو تفشل في مرحلة ما، أو تعبيرات العبوس على وجوه الزبائن المتعجلين، الطريقة التي تدبدب بها السيدة الصغيرة حين تغضب أو صوت التلظي الذي يصدره دودة الكتب إذ يتناول طعامه.
صرت أرى اللعبة كلما أغمضت عيني، وأفكر فيها قبل أن أنام... أفكر أنني يمكنني أن أؤدي أفضل: لو كنت منحت دودة الكتب قائمة الطعام لكان اختار طلبه ريثما أحضر العصير لمدمن الهاتف، وكنت حاسبت العائلة قبل أن تطير!
ذاك اليوم، تقدمت في اللعب تقدمًا كبيرًا، أعصابي مشدودة للغاية، أصابعي تحكم على الماوس كما لو أني قط وهو فأر حقيقي، واجتزتها... اجتزت تلك المرحلة المريعة، وانتظرت أن أنتقل إلى مرحلة جديدة، لكني لم أنتقل، حدّقت في الشاشة في بلاهة، هززت الماوس، خبطت بكلتي يدي على الكيبورد... لعنت هذا الشيء واستدرت، وهنا سمعت الصوت: دقات طبول وتصفيق واحتفال.. يحتفلون بي لأني: أتممت اللعبة.... نعم، نعم، أتممتها!!
لم أصدق! درت في الغرفة ومنحت نفسي حضنًا كبيرًا: مبروك (ليلى)! مبروك!... سألتني اللعبة إذا ما كنت أحب أن أنضم إلى لوحة الشرف.. نعم، نعم، أحب.. فورًا دخلت إلى صفحة اللعبة وسجلت اسمي.
زفرت زفرة الارتياح وأغلقت الكمبيوتر، ذهبت إلى المطبخ لأعد فنجانًا من القهوة. كان هذا حين رن الهاتف:
- أستاذة (ليلى برهان)؟
- نعم، أنا
- معك (حافظ عاشور) مدير مطعم (دينر داش)
- أهلا وسهلاً
- لقد تلقيت سيرتك الذاتية بخصوص وظيفة نادلة.
- سيرتي أنا؟ نادلة؟
- يا ابنة الملاعين!
ماذا قال؟...
- نعم؟
- أوه، لا، عفوًا لا تؤاخذيني.. أتساءل إن كان باستطاعتك الحضور اليوم للمقابلة؟
- نعم، سأحضر.. امنحني العنوان من فضلك.
لا أذكر أني أرسلت سيرتي لوظيفة نادلة.. يبدو أنني أحصل على الوظائف التي لا أرسل لها فقط، لكن من قال أني لا أحتاج الوظيفة. مهلاً، هل قال (دينر داش)؟
هي مصادفة غريبة لا شك، كما أنها المرة الأولى التي أعرف فيها أن هناك مطعمًا باسم اللعبة.
كان قلبي منقبضًا والقطط السوداء تمرح جيدًا حول المحل. نظرت إلى الواجهة أستطلع اسمًا للمحل لأتأكد، فلم أجد شيئًا. لمحت فتى وفتاة على الباب متشابكي الأيدي ومتجهين للخارج.. بديا لي في انسجامهما رائعين كعصفورين. وقد عزّ عليّ أن أقاطعهما لكني كنت بحاجة لأن أسأل إن كنت في المكان الصحيح. لكن الفتاة ما إن عرفت أني هنا بشأن مقابلة عمل حتى غرقت في نوبة ضحك، وتمنّت لي حظ فائق وغادرت.. رقبتها إذ تغادر وزفرت في عجب:
- "أهـ... علامَ تضحك هذه البلهاء!"
أعدلت من ياقة قميصي. مسحت طرف حذائي في ظهر بنطالي. أخذت شهيقًا عميقًا، تمنيت لنفسي التوفيق ودلفت.
__________________________________________________________________________
سبب ضحكتها في البارت الجاي
لا تدع الفراغ يقتلك
طوال الوقت يمكنك أن تدّعي أنك قويًّا، لكن دعني أراك عند أول منعطف.
ذلك النموذج للمرأة القوية الذي أحاول ترويجه عن نفسي انهار بوفاة زوجي.. دعني أؤكد أنه لم يكن بيننا حب أو شيء كهذا.. لكنه الفقد: الوحدة، الضياع، أنك اليوم صرت رجلاً كبيرًا وعليك الاعتماد على نفسك: اقضِ أوقاتك مع نفسك، احمل أحزانك بنفسك، ادفع لنفسك إيجار المسكن، احصل لنفسك على الطعام، الكساء، العلاج، وحين تنام ليلاً اسحب الغطاء على نفسك جيدًا لأنه لن يوجد من يطمئن عليك.
تلك الفترة من حياتي كانت مرحلة انتقالية من عمل إلى عمل... لكني لم أكن متأكدة بعد أني سأحصل على عمل جديد. فقط، أطرق كل الأبواب، أتابع إعلانات التوظيف، أرسل سيرتي الذاتية، أحضر مقابلات العمل. ثم لا شيء: مفيش وظايف خالية - وظايف خالية مفيش - خالية وظايف مفيش.
ذاك اليوم، كنت أتصفح بريدي الإلكتروني كما العادة، لم يكن شيئًا مشجعًا على فتح تلك الرسالة، بالأحرى: كان كل شيء منفرًا: كانت تبدو كرسالة مزعجة بالإضافة إلى أنك تستطيع أن تخمن من النظرة الأولى أن بها فيرس. فقط عنوانها اجتذبني ولامس شيئًا داخلي. كان يقول:
"لا تدع الفراغ يقتلك، هناك أشياء أهم تموت من أجلها."
في الأيام التي كان زوجي (كامل) فيها حيًا، كان يعني بالكمبيوتر عناية خاصة، إنه بارع في التكنولوجيا والاتصالات.. منذ رحل، صار الكمبيوتر مرتعًا للفيروسات. لهذا، لن أخسر كثيرًا لو زاد عددها واحدًا، لكن ربما أكسب طريقة لتمضية الوقت.
فتحت الرسالة: كانت تحوي ملفًا مرفقًا بعنوان: "Diner Dash" هذا اسم لعبة شهيرة لو لم تخني الذاكرة. مع عبارة: "إصدار خاص". بدأت في تحميل اللعبة. ولم يفتني أن ألاحظ أن الرسالة مرسلة للعديد من الأشخاص على طريقة الرسائل الـ foreword، وقد شجعني هذا: فمن المطمئن أن تعرف أنك لست الأحمق الوحيد.
اللعبة كاملة مرفق بها الكراك. وفيها تصير نادلة في مريولة زرقاء جميلة ـ هذا لا يعجبك بالطبع ـ وتتولى تقديم الطلبات للزبائن. مطلوب منك أن تقدم أفضل خدمة في أسرع وقت. ويتم احتساب نقاطك وفقًا لمدى رضاء العميل، فكرة بسيطة، صح... لكنها رائعة لتزجية العمر..
ظريف ويناسب ذوقي: لا عنف، لا قتال، لا دماء.. فقط طلبات في كل الاتجاهات. سهلة في البداية من أجل ترغيب اللاعب وضمان تعلقه بها، وحينها سيفعل أي شيء حتى يصل إلى مرحلة جديدة.
أخذتني اللعبة تمامًا، ألعب ليل نهار، تبرد القهوة أمامي، ويمر النهار دون أن أشعر بالجوع، هذا ساعدني في الحمية بالتأكيد، ولكنه لم يساعدني في التقدم في اللعبة للأسف.. كنت أعيد المرحلة الواحدة مئات المرات.. أصبحت درجة الصعوبة لا تحتمل، حتى مع حرفيتي التي اكتسبتها من التكرار.. صرت أعرف أن الزبائن الأكبر سنًا من طراز دودة الكتب أكثر صبرًا، والزبائن العمليون من طراز سيدة الأعمال أكثر بقشيشًا، والعائلة التي تحوي أطفالاً أكثر إزعاجًا.. وفي النهاية: أعيد المرحلة.
كانوا يوضحون لي مدى رضاء العميل من خلال قلوب حمراء تظهر فوق رأسه وتنقص إذا غضب حتى تنتهي فيتصاعد الدخان الأبيض من أذنيه ثم يتلاشى بطريقة مضحكة، فقط ما يحزن أن هذا يعني الانتقاص من مجموع نقاطي.
أبتسم من التفاتات صغيرة أتقنها صنّاع اللعبة، مثلاً تعبيرات النادلة حين تنجح أو تفشل في مرحلة ما، أو تعبيرات العبوس على وجوه الزبائن المتعجلين، الطريقة التي تدبدب بها السيدة الصغيرة حين تغضب أو صوت التلظي الذي يصدره دودة الكتب إذ يتناول طعامه.
صرت أرى اللعبة كلما أغمضت عيني، وأفكر فيها قبل أن أنام... أفكر أنني يمكنني أن أؤدي أفضل: لو كنت منحت دودة الكتب قائمة الطعام لكان اختار طلبه ريثما أحضر العصير لمدمن الهاتف، وكنت حاسبت العائلة قبل أن تطير!
ذاك اليوم، تقدمت في اللعب تقدمًا كبيرًا، أعصابي مشدودة للغاية، أصابعي تحكم على الماوس كما لو أني قط وهو فأر حقيقي، واجتزتها... اجتزت تلك المرحلة المريعة، وانتظرت أن أنتقل إلى مرحلة جديدة، لكني لم أنتقل، حدّقت في الشاشة في بلاهة، هززت الماوس، خبطت بكلتي يدي على الكيبورد... لعنت هذا الشيء واستدرت، وهنا سمعت الصوت: دقات طبول وتصفيق واحتفال.. يحتفلون بي لأني: أتممت اللعبة.... نعم، نعم، أتممتها!!
لم أصدق! درت في الغرفة ومنحت نفسي حضنًا كبيرًا: مبروك (ليلى)! مبروك!... سألتني اللعبة إذا ما كنت أحب أن أنضم إلى لوحة الشرف.. نعم، نعم، أحب.. فورًا دخلت إلى صفحة اللعبة وسجلت اسمي.
زفرت زفرة الارتياح وأغلقت الكمبيوتر، ذهبت إلى المطبخ لأعد فنجانًا من القهوة. كان هذا حين رن الهاتف:
- أستاذة (ليلى برهان)؟
- نعم، أنا
- معك (حافظ عاشور) مدير مطعم (دينر داش)
- أهلا وسهلاً
- لقد تلقيت سيرتك الذاتية بخصوص وظيفة نادلة.
- سيرتي أنا؟ نادلة؟
- يا ابنة الملاعين!
ماذا قال؟...
- نعم؟
- أوه، لا، عفوًا لا تؤاخذيني.. أتساءل إن كان باستطاعتك الحضور اليوم للمقابلة؟
- نعم، سأحضر.. امنحني العنوان من فضلك.
لا أذكر أني أرسلت سيرتي لوظيفة نادلة.. يبدو أنني أحصل على الوظائف التي لا أرسل لها فقط، لكن من قال أني لا أحتاج الوظيفة. مهلاً، هل قال (دينر داش)؟
هي مصادفة غريبة لا شك، كما أنها المرة الأولى التي أعرف فيها أن هناك مطعمًا باسم اللعبة.
كان قلبي منقبضًا والقطط السوداء تمرح جيدًا حول المحل. نظرت إلى الواجهة أستطلع اسمًا للمحل لأتأكد، فلم أجد شيئًا. لمحت فتى وفتاة على الباب متشابكي الأيدي ومتجهين للخارج.. بديا لي في انسجامهما رائعين كعصفورين. وقد عزّ عليّ أن أقاطعهما لكني كنت بحاجة لأن أسأل إن كنت في المكان الصحيح. لكن الفتاة ما إن عرفت أني هنا بشأن مقابلة عمل حتى غرقت في نوبة ضحك، وتمنّت لي حظ فائق وغادرت.. رقبتها إذ تغادر وزفرت في عجب:
- "أهـ... علامَ تضحك هذه البلهاء!"
أعدلت من ياقة قميصي. مسحت طرف حذائي في ظهر بنطالي. أخذت شهيقًا عميقًا، تمنيت لنفسي التوفيق ودلفت.
__________________________________________________________________________
سبب ضحكتها في البارت الجاي
الثلاثاء مارس 13, 2012 3:10 pm من طرف ĎŔĔÁM Ğ!ŔĹ
» رمزيات بلاك بيري
الثلاثاء مارس 13, 2012 3:03 pm من طرف ĎŔĔÁM Ğ!ŔĹ
» I Miss U صور BBM
الثلاثاء مارس 13, 2012 2:56 pm من طرف ĎŔĔÁM Ğ!ŔĹ
» خلفيات بلاك بيري افراح
الثلاثاء مارس 13, 2012 2:47 pm من طرف ĎŔĔÁM Ğ!ŔĹ
» خلفيات للبلاك بيري تفائل وأمل 2012
الثلاثاء مارس 13, 2012 2:31 pm من طرف ĎŔĔÁM Ğ!ŔĹ
» برنامج تغاريد لرفع الملفات من البلاك بيري
الثلاثاء مارس 13, 2012 2:09 pm من طرف ĎŔĔÁM Ğ!ŔĹ
» خلفيات البلاك بيري
الثلاثاء مارس 13, 2012 1:47 pm من طرف ĎŔĔÁM Ğ!ŔĹ
» طريقة عمل شريط سينمائي
الخميس فبراير 16, 2012 8:54 pm من طرف ĎŔĔÁM Ğ!ŔĹ
» عشــ وحيـــداً
الخميس فبراير 16, 2012 7:56 pm من طرف ĎŔĔÁM Ğ!ŔĹ